اطلقت ناشطات سعوديات حملة لتشجيع النساء على قيادة السيارات يوم الجمعة 17 يونيو/حزيران، الامر الذي جدد الجدل في السعودية حول هذا الموضوع، واثار حملات مضادة تشدد على رفض قيادة السعوديات لسيارتهن!
سعودية تقود سيارتها

بي بي سي العربية تحدثت لسيدتين سعوديتين لهما رأي مختلف حول هذا الموضوع. الاولى شاركت في حملة قيادة المرأة، والثانية ترفض السماح للسعوديات بقيادة سياراتهن، ولكل من السيدتين اسباب ترى انها مقنعة.
أماني الحربي، سعودية شاركت في الحملة

نعم شاركت في تأسيس حملة على الفيس بوك بعنوان "حملة قيادة المرأة السعودية". وكنت اتمنى فعل المزيد لكن هذا اقصى ما يمكنني فعله، وقد قدت سيارتي في يوم 17 يونيو/حزيران دعما وتأييدا للحملة.

الحقيقة انه لايوجد في نظام المرور السعودي أي قانون ينص على منع قيادة المرأة للسيارة، لذلك ارى انه من الظلم إعتقال المرأة بتهمة قيادتها لسيارتها، خاصة اذا كانت المرأة في حاجة ماسة للقيادة كما هو حال الكثير من النساء اللاتي يتعرضن للاساءة والتحرش من قبل السائق الاجنبي، وبالتالي لا يجب معاقبتهن في تلك الحالة، بل يجب تفهم ظروفهن.

بالنسبة للفتاوى التي تمنع قيادة المرأة للسيارة فأرى انها متطرفة، وتسلط الضوء على المجتمع الذكوري، والعادات والتقاليد التي لا صلة لها بالدستور الاساسي، وهو الاسلام. وهي ترى كل خطوة مختلفة خطة جديدة لتدمير الاسلام من قبل الغرب والليبراليين والعلمانيين والملحدين والشيعة ومحرري المرأة!! لا انفي وجود اعداء للاسلام، ولكن اعارض استغلال هذه الحجة لسلب المرأة حقها. و في قول البعض من اصحاب الفتاوي ان هذا الامر سيحدث فتنة وسيؤدي لتحرش الرجال بالنساء، اقول: أليس من الظلم حرمان النساء من الحلال كي لا يقع الرجال في الحرام!

اعتقد ان الامور بدأت بالتغير بشكل ايجابي كبير ولله الحمد. بدأ الكثير من الناس بادراك ورؤية الامور بنظرة واقعية دينية بحتة دون الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي لا تشكل الموضوع نفسه. ومن مظاهر هذا التغيير الايجابي دعم مواطني امريكا لهذه القضية من خلال اقامة مظاهرات خارج السفارة السعودية في واشنطن لدعم قضيتنا.

من خلال ذلك نستنتج أن قضيتنا هذه اصبحت عالمية الان و ليست فقط قومية، والاغلبية تساند وتدعم قضيتنا. و في وسط هذه التغيرات الايجابية تجددت نظرتي للمستقبل، واصبحت اكثر اشراقا وتفاؤلا، فالله ناصر كل مظلوم . نعلم ان الامر سيتطلب الكثير من الوقت والصبر من قبل المجتمع لتقبل هذا الامر الجديد ولذلك اشجع اتخاذ اجراءات تساعد في عملية التأقلم مع هذا الامر عن طريق تحديد العمر المناسب للمرأة للقيادة، وضع قوانين صارمة جدا ضد التحرش، وانشاء مدارس تعليم قيادة خاصة بالنساء وغيرها من الاجراءات التي يجب اتخاذها قبل هذه الخطوات لتسهيل العملية على المجتمع السعودي المحافظ و بفضل الله، وبدعم الملك عبد الله بن عبد العزيز، سيتحقق هذا الامر بأفضل صورة ممكنة.
سوسن الناجم، سعودية تعارض قيادة النساء للسيارات

لم أشارك ولن أشارك، فهذا أسلوب غير حضاري للتعبير عن المطالب، وهو تحد صريح للحكومة بوضعها أمام الأمر الواقع، وهذا ينم عن أنانية المطالبين وسعيهم وراء تحقيق مايخدم مصالحهم الشخصية بأي طريقة حتى لو كانت غير مشروعة.

من وجهة نظري أن "الغاية لا تبرر الوسيلة". السعودية والمنطقة بأكملها تمر بوضع سياسي صعب لا يحتمل مثل هذه التظاهرات من الداخل، واعتقد ان اختيار توقيت هذا التحرك يهدف الى صدور قرار غير مدروس بالموافقة لتهدئة الأوضاع، ولكن هذا لم يحدث ولله الحمد لأن لدينا حكومة رشيدة تعي مايدور حولها..ولن تتخذ قرارا يهم المجتمع كافة بهذه الطريقة العشوائية.

نعم لدينا قانون واضح وصريح ينص على منع القيادة للمرأة، وهو صادر في عام 1411 (هجرية)، وصرح به الأمير أحمد نائب وزير الداخلية في لقاء صحفي.

اما بالنسبة للفتاوى التي صدرت في المنع فانا أؤيدها، وهي منطقية جدا حيث بينت أن قيادة المرأة للسيارات ليست محرمة شرعيا ولكن لدينا نوع من الفتوى تبنى على مايعرف في الفقه "بسد الذرائع"، ومن هذا المنطلق اصدرت الفتوى بالمنع.


لا أعتقد أن الحكومة ستصدر قرارا بالموافقة على قيادة المرأة للسيارات، ولا سيما أن الغالبية العظمى من المجتمع ترفض هذا الأمر.من يتغني بحب الوطن من الليبراليين والعلمانين من كتاب وناشطين حقوقيين موجودين بالبلد لا يلبثوا الفرار إلى جحورهم عندما يحتاجهم الوطن وهم على رأس من دعى ويساند للتظاهر التي تدعو المرأة للخروج وقيادة السيارة حتى وإن كان ذلك تجاوزا للقانون وكسرا للنظام
بالنسبة للمستقبل أرى أن سيكون مستقبل أفضل حيث مثل هذه الحملات وإن كانت تدعو لمطالب غير مقبولة إلا أنها تساهم في إبراز صوت المعارضين المغيب عمدا من قبل القائمين على الإعلام.

فالضوء سلط بشكل أكبر من قبل المعارضين على موضوع تطوير شبكة النقل العام كحل بديل وتوفير قطارات وأنفاق وحافلات على مستوى راق تخدم المحتاج وتحل مشاكل أخرى غير مشكلة تنقل المرأة مثل الزحام والتلوث البيئي وحوادث السيارات التي أخذت أرواح العديد من شباب الوطن.