الأربعاء، 22 يونيو 2011

ردود على المعارضين لقيادة المرأة للسيارة - مع حملة منال الشريف




مدونة  
بغض النظر عن معاناتي مع المواصلات العامة البريطانية
التي اضطرتني أن أتعلم قيادة السيارة
أحب هنا أن أضع ملخص نقاشات كثيرة بدأتها مع بعض الأعضاء
حول حملة "منال الشريف" التي تطالب بالخروج بالسيارة بتاريخ سبعة عشر من شهر يوليو القادم

آمل من هذا الموضوع أن يخدم قضية "الحوار" بين الأطراف
وأن تستغل الأفكار هنا لغرض التوصل إلى حل يرضي الطرفين
بدل أن يتشبث كل منا على حدة ويتعصب لرأيه دون التفكر بآراء الغير
ونبذ التعصب للآراء

(1)
أولا-مع- النساء في زمن الصحابة كن يركبن الخيول والجمال

يحتج الطرف الإسلامي أن المقارنة الشرعية بزمن الصحابة لا تصح إذ أن النساء كن يركبن "الهودج" المغطى بالكامل عن الرجال فلا يعرف أحد أن كانت تركبه أم لا وأن قادة الجمال كانوا من الرجال!

وهذه المقولة لا تنفي ما أن كانت النساء في زمن الصحابة يمتطين الجياد بأنفسهن في بعض الحالات التي لا يتوفر فيها الهودج! والأهم من ذلك أنه لو كان في ركوب النساء بأنفسهن الجمال والخيول من أذى عليهن, لكان الرسول صلى الله عليه وسلم حرم ذلك في ذاك الزمان!

ثم إن من الصحابيات نساء دخلن أرض المعركة وجاهدن بأيديهن بين الرجال! ولم يعترض صلى الله عليه وسلم على ذلك! فلماذا تهوّل مسألة الاختلاط إلى حد غير مقبول! لماذا لم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم جهاد أم عمارة (نسيبة بنت كعب) في غزوة أحد؟ أليس هو القائل
“ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني”

قد يقول قائل! هذه مقارنة غير عادلة! فنحن نتحدث عن ركوب الخيل وأنت تتحدثين عن الجهاد! بل كلانا يتحدث عن الاختلاط بالرجال! ألستم أنتم القائلون إن النساء بقيادتها للسيارة ستختلط بالرجال وبذلك ترفضون قيادتها؟ لماذا إذا لم ينكر صلى الله عليه وسلم جهاد أم عمارة رضي الله عنها؟ لماذا لم يقل لها أنها اختلطت بالرجال دونما حاجة؟ هل ستكون غيرتكم على نساء المسلمين أكثر من غيرة خير البشر؟ لما هذا الغلو في الدين؟ أين الوسطية والاعتدال المباح؟ 



(2) 
ثانيا: -ضد- رجال هذه الأيام ليسوا كرجال الصحابة!
نعم ولسنا لنختلف على ذلك! ولكن لماذا تعاقب المرأة بجريرة الرجل؟ لماذا لا تشنون حملة تفقيه الرجال وتأديبهم بدل أن تحرموا المرأة من حقها؟ إذا كان الرجال سيئي الخلق فلماذا ندفع نحن ضريبة أخلاقهم؟ بدل أن تعالجوا أطراف المشكلة, عليكم بمعالجة أصلها, إذا كان الخلل في الرجل, فعالجوه هو ولا تعالجوا طرف القضية!

للأسف بعض رجال هذه الأيام عديمي غيرة, وعديمي نخوة! فلا يمانعون ركوب نسائهم مع السائقين فما يهمهم هنا هو رمي مسؤولية نسائه على السائق! بدل أن ينتفض غيرة ويفزع لأخته التي هي عرضه! ولكن يأتي منهم من يدعي المرجلة والغيرة حين يقال له دع زوجتك تقود سيارتها من غير هذا الأجنبي!

يا لهذا التناقض! ويا لهذا المجتمع الذي أضاع هويته وأصبح يجري خلف كل صارخ
(3+4)
ثالثا: -مع- أعداد السائقين كبير جدا والمرأة تختلي مع الرجل الأجنبي في خلوة محرمة
رابعا: -ضد- قيادة السيارة سيترتب عليه مشاكل مستقبلية كثيرة


نعم وهذا الذي يحدث! السائق الأجنبي في كل مكان! وفي خلوة مع النساء في وضح النهار! صدق أو لا تصدق! والغريب هنا أن المشايخ لا يتحدثون عن هذه القضية ولا يردون عليها! لا يتحدثون عن واقع محرم نراه كل يوم! لماذا هذا يا مشايخ؟ ألستم معنيين بمعالجة الحرام المنتشر في بلادنا؟ أم أن الحديث عن مشاكل غيبية قد تأتي وقد لا تأتي أهم من معالجة الحرام الذي نعاني منها؟

سبحان الله يحرمون الحلال بسبب أمور "غيبية" قد تحدث وقد لا تحدث
والسائق الأجنبي يختلي بنساء المسلمين ولا نسمع لهم صوتا!
(5)
خامسا: -ضد- الأولوية لتوفير بيئة مناسبة لقيادة المرأة


منذ متى ونحن ننتظر هذه البيئة المهيأة؟ ألم تقم ثورة النساء سنة 1990؟ ثم عادت سنة 2005؟ لماذا لم تفعل الحكومة شيئا حتى توفير البيئة المناسبة لقيادة المرأة؟ نحن لسنا أغبياء ليتم إسكاتنا بهذه الطريقة! لو أرادت الحكومة توفير البيئة لفعلت ذلك منذ زمن! نحن الآن في 2011 والعالم من حولنا يتقدم ونحن نتأخر!

مشكلتنا الحقيقية أن القوانين لا تصدر إلا بعد حدوث الشيء! ساهر مثلا لم يأت إلا بعد حوادث وأرقام مرعبة للوفيات! وأنا الآن أقول إن البيئة المناسبة لقيادة النساء لن تأت إلا بعد أن تبدأ النساء بالقيادة وتوضع الحكومة تحت الضغط لتقوم بتهيئة البيئة المناسبة! أما غير ذلك فسنبقى ننتظر طويلا جدا وقد لا يأت ذلك اليوم

للأسف ليس لدينا بُعد نظر للتنبؤ بما سنحتاجه بعد خمس\عشر سنوات! عشرين سنة! ثلاثين سنة!!

(6)
سادسا: -ضد- هذه أول خطوه للانحدار وتفكك المجتمع

اليمن دولة ذات عادات وتقاليد تكاد تكون هي ذاتها التي نملكها بالسعودية! انظروا إليهم! اسألوهم أن كانوا نادمين على قيادة المرأة للسيارة! تعلموا منهم وخذوا دروسهم! مجتمعهم الأخلاقي ليس بأسوأ منا! بل إن نساءهم في المظاهرات التي رأيناها مؤخرا بكامل حشمتهن وبغطاء كامل وبلا مكياج ولا كحل ولا عباءات ضيقة ولا لثمة ولا شيء يلفت !الأنظار

فهل تفكك مجتمعهم وانحدر أخلاقيا؟

المجتمع لن ينبني على النساء فقط! المجتمع بحاجة إلى "رجال" بما تحمله هذه الكلمة من معاني! رجال مربِّين حريصين على بيوتهم ... أما أن تطلبوا من المرأة القيام بدورها الكامل, في حين أن الرجل ترك دوره للسائق! فهنا اعذروني, المجتمع لن يقوم بسبب تخلي الرجل عن دوره

مسألة الانفلات الأخلاقي بحاجة إلى علاج في البيت, بحاجة إلى توعية للآباء والأمهات عن كيفية إنشاء جيل خلوق حتى مع وجود مسببات للانحلال الأخلاقي! أغلب المباحات سلاح ذو حدين. إن عرف الأهل تربية أطفالهم, سيستخدمونها في الحلال, وأما غير ذلك فالمشكلة أخلاقية وليست بتلك الأداة المستغلة سلبا!
(7)
سابعا: -ضد- ألف امرأة تصوت ضد القيادة للسيارة

أولا طبيعي ألا يتفق كل النساء على شيء! كما أن الرجال لن يتفقوا على ذات الشيء أيضا! وكل إنسان يمثل نفسه فقط! وإذا كنتم تريدون ممثلا عن النساء في مسألة القيادة, فافتحوا الباب لجميع النساء السعوديات للتصويت على قيادة السيارة بشرطين
1) ضمان كامل الحرية للمرأة بعيدا عن ضغط الأهالي

2) توعية المرأة بجميع حقوقها وحقوق المجتمع عليها قبل التصويت للتخلص من ترسبات غسل العقول الذي قد تكون تعرضت له من أهلها قبل مجيئها للتصويت


وجود 1000 مرأة ضد القيادة, لا يعطيهن أغلبية! حتى لو كن مليون امرأة! عندنا يفوق هذا العدد نصف عدد السكان من النساء البالغات 20 وما فوق,, فحين إذ نقول فعلا هذا الرقم يستحق التدبر!
(8)
ثامنا: - ضد- عناد! ما فيه قيادة يعني ما فيه قيادة!


إذا وفروا البديل على الأقل! وفروا شيء يغني النساء عن الركوب مع السائق والخلوة المحرمة! عالجوا مشكلة السائقين! نحن في زمن 2011 ولا يوجد لدينا مواصلات محترمة تنقل الشعب بين أرجاء المناطق وتخفف من زحمة الشوارع؟ ليس لدينا قطارات ولا باصات ولا بنية تحتية كما لو أننا من دول العالم العاشر! حتى دول العالم الثالث لديهم على أقل تقدير باصات للتنقل!

من حق المرأة أن تحمي نفسها من السائق الأجنبي! والقيادة هي الحل الوحيد في ظل عدم وجود بنية تحتية توفر للمرأة حرية التنقل بشكل آمن! وفروا سبل التنقل حتى لا يكون لدينا عذر للمطالبة بالقيادة!

المسالة ليست فقط "عناد" منكم وتضييق على محارم المسلمين وإجبارهن إما على الركوب مع سائقي الأجرة الذين لا نعلم من أي خلفية أخلاقية جاؤوا! أو دفع راتب كبير لسائق خاص بخلوة غير شرعية!

الزمن يتغير والاجتهادات يجب أن تتغير لأن المعطيات تتغير...
في السابق لم يكن هناك سائقين , والآن زاد عددهم لأن الرجال تخلوا عن واجباتهم تجاه أهاليهم!

أنا لدي استعداد أن أقف عن المطالبة بالقيادة في حال توفرت وسائل نقل آمنة بلا خلوة!



المصدر
SouL of Science
http://SoulOfS.blogspot.com/


فضفضة! SouL of Science

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق