الجمعة، 24 يونيو 2011

سيبيني في حالي يامرأة! عن قيادة المرأة

ماذا لو سمح بقيادة المرأة للسيارة. مصيبة! فشوارعنا لن تتحمل أبدا هذه الإضافة الفورية لسيل جديد من المركبات. ستصبح مشاويرنا عذاب صيني ( بطئ و مؤلمم).

كما أن محمد عبد اللطيف جميل سيمر على الحمراني ليأخذو طيارة خاصة لمقابلة الجميح. ثم سيقومو جميعا بعمل “هاي فايف” مدوية. واترك لك أن تتخيل طرق استخدامهم لزيادة الطلب على السيارات هذه (إعلان في جريدة الحياة: لكزس الفوشي الجديدة بمقاعد مخمل الغوتشي اوف وايت….تهبللل).
كما أننا بعدما تأقلمنا لنتعايش مع الإخوة الذين لا يتبعون أيا من قوانين المرور. و سائقي اللموزينات و التريلات و الشيبان و المفحطين، ينبغي لنا الآن أن نتأقلم مع فصيلة جديدة: زميلاتنا على الخط. فهذه الأخت ستقف بدون أي مناسبة في وسط الشارع. و سألبس فيها لأكسر الشمعة وآطعج الصدام. وعندما جاء العسكري و سألها “أيش صار؟” ستعتقد اختنا انه يطلب قصة حياتها لتقول: “أنا كنت جالسة في البيت مع ماما و عمتو أفنان. فجأة Desert Dalo3a  عملت بردكاست بي بي و قالت إن سيفورا حق المكياج في التحلية سنتر عامل ٤٨ ساعة دسكاونت مجنون. مسح رفوف يعني. ركبت cutemobile آه سوري قصدي سيارتي. أنا اسميها كده. المهم. وأنا في الطريق وبأدور على CD كاظم الجديد انفكت الطرحه. فوقفت فجآة عشان الظبطها.”
ولا ننسى الذكية اللبيبة كذلك التي ستأتي و تخبر زوجها بفكرتها اللولبية: “أيش رأيك نمشّي السواق. لكن تجبلي خدامة ثالثة و نعلم “بيتي” السواقة. مو ربنا يحبك عشان أتزوجتني بدل بنت عمتك الطويلة الهبله؟ ها؟ ليه ما بترد؟؟؟ طلقني يا حازم!”.

فالاستغناء عن السائق خط احمر. ” أجل سوهارتو ايش دوره؟” كما قالت ذات العباية الزيتي في عالطاير 8.

لكن كل هذا الكلام و كل هذه المبررات و غيرها هي أصفار على الشمال و تذهب في مهب الريح في مقابل كلمة واحدة. كلمة من حرفين. الأول ح و الثاني ق.

فان أتخن تخين و أشنب شنب لا يمكنه أن ينسف حقا للانسان. الحقوق مضمونة.

لذا فاني اقول، و الله يستر، عدم السماح بقيادة السيارة للمرأة اهانة و ظلم و انتقاص. فوول ستوب. نقطة و من أول السطر. خِلص الكلام.

للأسف لا يوجد طريقة لتفسير الأمر سوى هذا. بغض النظر عن الأسباب أو من الملام أو الخلفيات أو التاريخ أو التبرير أو العوائق أو الواقع أو…نعم… حبيبة الشعب… الخصوصية السعودية… ترم ترارا.

أما رأي بعض رجال الدين في المسألة فأعجبني ما وفِّق له خطيب اخبرني به من حضر الجمعة عنده. حيث قال أن كثيرا من الأشخاص الذين يقودون حملة تحريم قيادة المرأة للسيارة مستفيضين في سرد الأدلة هم نفسهم سيكونون أول من سيحلل و يبارك السماح لها بالقيادة مستدلين بحديث “شقائق الرجال” و غيره من الأحاديث.

وما يزيد الطين بلة في بلدنا (or what adds insult to injury) هو يا ليت كان لدينا شبكة مواصلات عامة. ففي أروبا (بلاد بره يعني) تخرج من باب بيتك أو فندقك في القرية لتمشي خطوتين لمحطة الباص. الباص ينقلك لمحطة القطار لتستقله متجها للمحطة المركزية في وسط المدينة. ثم تستخدم المتيرو لتصل للحي المنشود. ثم تكمل يومك في استخدام التروماي و الباصات. وهذا اوفر و اسرع و اريح من قيادة السيارة.
في ظل استحالة المشي لقضاء الحوائج فالمواصلات الوحيدة المتاحة لمن لا يقود السيارة في بلدنا هي الليموزين. تنتظره في رأس الشارع لتركبه بعد خروج منه عمالة بناء سائبة يقطرون عرقا و ينفضون الغبار عن ملابسهم. يفتحون شنطة الليموزين ليخرجون صاروخ قص السيراميك و دلو خلطة الاسمنت وكيس فيه ربع دجاجة و رز اصفر. أصلا يا عيني و يا حبيبي على حضرة السواق ذات نفسه! وهو لا زال يشرب من قارورة مياه الهدا بتصميمها القديم منذ 2007.
عودة لعنوان التدوينة (تخيل للان لم ادخل في الموضوع!). سيبيني في حالي يا حرمة. فعلى مر التاريخ لم يفيد احد قضية الا صاحبها. فالسود و ليس عقلاء البيض انهو التفرقة العنصرية في الغرب. و النساء و ليس عقلاء الرجال من قاوم منع النساء من التصويت و عدم المساواة في العمل في الغرب. و غاندي و سعد زغلول و ليس عقلاء الانجليز من انهي الاستعمار.

دور العقلاء اليوم في هذه القضية هو عدم المشاركة في الظلم أولا و الدعم ثانيا.

فلو كنت لا تريد المرأة أن تسوق بسبب الزحام فاطلب مثلا أن نرفع سن قيادة السيارة للأولاد مقابل السماح لعدد موازي من النساء في القيادة.

ولو كنت لا تريد المرأة أن تسوق بسبب عدم قدرة الشرطة و المرور اليوم ليتعاملوا مع الموضوع فاطلب منهم ذلك. كم ساعة (وليس يوم او شهر او سنة) تحتاج الشرطة لتكون جاهزة لتتعامل مع مراجعين و مخالفين نساء؟ كل ما في الموضوع طلبيه خشب اندونوسي عالي الجودة و نجار شاطر لعمل بارتيشنات. مع توظيف نساء شرطة حازمات كأولئك اللاتي يعملن في الحرم (قومي يا حجه. قومي قومي! يالاه!!!).

المهم. لو كنت لا تريد المرأة أن تسوق بسبب أسباب ظرفية فلا تظلمهن. هاجم و تحدى الظروف. واترك بنت الناس في حالها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق