الاثنين، 20 يونيو 2011

عالمية قيادة المرأة وسعودية رسالة الاسلام


عالمية قيادة المرأة وسعودية رسالة الاسلام

"الحمد لله رب العالمين" ابتدأ بها ربنا عز وجل قرآنه دليلا على عالمية رسالة الإسلام، هذه الرسالة التي منّ الله بها على أرض الجزيرة وبلاد الحرمين ليكونوا ناشري الرسالة في كل أرجاء العالم، وقد قام أسلاف أهل الجزيرة بذلك فاوصلوها من اقصى المشرق إلى أدنى المغرب، إلا أننا اليوم نقف أمام موضوع تم فيه اختزال رسالة الاسلام في حدود المملكة العربيةالسعودية فقط، فمسألة قيادة المرأة للسيارة التي اخذت بعداً عالميا أزاحت الستار عن مدى ضيق أفق بعض المفكرين أو المفتيين الذين افتوا بفسق المرأة التي تقود السيارة في المملكة وسفورها بل وصلت الى حد اتهامها بالعهر عند البعض متناسين ان تلك الفتاوى تصل إلى خارج الحدود الجغرافية للملكمة العربية السعودية  وتمس مسلمي ومسلمات العالم اجمع، فمن افتى بتلك الفتاوى وكال تلك الاوصاف للنساء التي يقدن نسي أو تناسى إن الإسلام دين للعالم أجمع وليس للملكة العربية السعودية فحسب ولم يأخذ في اعتباره عند نعته النساء بالاوصاف المذكورة بأن هناك مسلمات من  أمهات وزوجات وبنات وأخوات المسلمين يقدن سياراتهن في دول عربية وإسلامية واجنبية اخرى ، فهل فكر المفتون بسفور المرأة وبحرمة القيادة بمدى انطباق تلك الأوصاف على مسلمات العالم اجمع؟؟!! وهل يعني إن كل المسلمات اللائي يقدن السيارات في جميع دول العالم سافرات وفاسقات!! أم إن الفتوى والأوصاف تنطبق فقط على المرأة السعودية فقط ؟؟ فإذا كانت الفتاوى تختص فقط بالمرأة السعودية فقط فذلك يعني ان رسالة الاسلام والفتوى في شؤونه اصبحت شأنا سسعوديا داخليا لا يمت بصلة الى عالمية رسالة الاسلام .
وذلك يعني ايضاً ان الفتاوى تكال بمكيالين وانه سيكون هناك فتاوى خاصة  بالمملكة  وفتاوى للخارج وبالتالي فقد يفتى في الداخل بعكس ما يفتي في الخارج،(  ونحن ننزه احكام الشرع من ان تكون ذات مكيالين)
 اما اذا كانت الفتوى بفسق المرأة التي تقود السيارة واحدة وتعم الجميع سواء في المملكة العربية السعوية وفي الدول العربية والاسلامية والاجنبية  فان الفتاوى والاوصاف التي اطلقها بعض المفتين تعم جميع نساء العالم من المسلمات وأن وصف السفور والفجور والفسق  وغيرها من الاوصاف ينطبق على مسلمات العالم من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب وهو غير مقبول من اي مسلم او مسلمة في اي دولة.
ان الفتاوى التي صدروت في مسألة قيادة المرأة لا تمت من قريب إلى مخالفة احكام الشرع ، وإنما هي أقرب إلى ردة فعل على  مخالفة ما هو غير مسموح من العادات والتقاليد المحلية والتي تختلف من بلد الى آخر فالعادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية ليست دينا يدين به الناس ومخالفتها ليس مخالفة للشرع في حد ذاته ولا يجوز اطلاق الاحكام الشرعية على مخالفتها الا ما كان منها مخالف للشريعة ، بل ان من العادات والتقاليد في بعض الدول الاسلامية ما هو مخالف لاحكام الشرع والدين ويتنافى مع اسس التوحيد والعقيدة الا انها متبعة.
ان رسالة الاسلام رسالة عالمية اسمى من ان يتم اختزلها من قبل البعض في مسالة داخلية لا تمت الا بما هو من قبيل المسموح او غير المسموح تقليدا وعرفا في دولة واحدة، وعلى المفتين ان يراجعوا انفسهم ويعيدوا النظر في الفتاوى  وان ينظروا اليها بعين عالمية لان فتاواهم واحكامهم الشرعية- إن كان يقصد بها العامة من المسلمين في العالم- فقد  أصابت المسلمين في الشرق والغرب في شرف امهاتهم ونسائهم وبناتهم وزوجاتهم.   

علي الهاشمي
المصدر مدونة  الهاشمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق