الثلاثاء، 21 يونيو 2011

قيادة المزايين ومزايين الأخلاق أيها المشايخ !



قبل قراءة التدوينة أرجو مشاهدة هذا المقطع 



سأعود بكم قليلا إلى العام 1428هــ  وفي مدينة الرياض بالتحديد كانت حلقات العلم و الدروس الشرعية منتشرة بشكل واسع وفي شتى الفنون, رأيت إعلانا لدرس راق لي لندرة من يتطرق له ولأهميته كان عنوانه " سلسلة دروس في الأخلاق والسلوك " شدني هذا الموضوع فاعتذرت عن درس آخر في الفرائض كنت منتظما فيه لأحضر درس الأخلاق لاعتقادي بأهمية التزكية في بيئتنا الجافة و بسبب استفحال نظرتنا المادية التي تشربتها حياتنا بكل تفاصيلها .. كان المحاضر في درس السلوك والأخلاق الشيخ وليد الرشودي, انتظمت في الدرس فرأيت الشيخ هادئا بتعابير وجهه و كلماته يُحلق بنا بعيدا عن عالم القُبح والخطايا هناك حيث تتغذي أرواحنا , نخرج من تلك الدروس وأبغض ما نبغضه الدنيا و سوء الخُلق .. مرت الأيام تلو الأيام ولم أرَ الشيخ وليد بعدها إلا حينما أطل علينا عبر شاشة قناة دليل وكان ضيفا في برنامج البيان التالي حول " قضيتنا الأزلية المرأة وقيادتها للسيارة " وسأنتقل مباشرة  إلى مداخلة الأخت نجلاء الحريري يسألها الشيخ وليد حينما قادت سيارتها : هل واجهت تحرش من أحد ؟ فتجيب : لا , ولله الحمد الناس من حولي محترمين جدا . وهنا يستنكر الشيخ وليد إجابتها ساخرا  - وكأن الأصل أنها تتعرض للتحرش وهذا يعني أن الأصل في مجتمعنا المسلم الرذيلة والفحشاء و السلامة ليست إلا شيء طارئ - تدرين ليش ؟ وبكل هدوء ولكن ليس كهدوء درس الأخلاق يجيب على نفسه : لأنك من القواعد من النساء !!
فترد نجلاء الحريري بأدب جم : جزاك الله خير ياشيخ أنت أهون من غيرك قال عاهرات  ! فاسقات !!
كنت مشدوها أسأل نفسي : هل الشيخ وليد يقوم بدور تمثيل شخصية أخرى غير تلك التي عرفتها في درس الأخلاق ؟ أم أن درس الأخلاق ألبسه شخصية تلائم عنوان الدرس ؟ زادت دهشتي بعد إنتهاء مداخلة نجلاء الحريري .. حينما قال: الشيخ وليد للمقدم قاسم : أنت فرضت علي الإعتذار !! ثم جاء ما بعدها ؟
بعد مداخلة نجلاء الحريري استخدم الشيخ أسلوب الفزاعات والتخوين والمؤامرات وأظنها وسيلة لا تليق به أبدا فهذه طريقة عديمي الحجج والبراهين وقد سبقه إليها القذافي وحسني مبارك !  جعل الشيخ وليد مخالفيه وكأنهم خونه يريدون زعزعة أمن البلد ثم وجه إتهاماته إلى شخص واحد بقوله : نحن نعرف من يقف وراءها الذي يقيم في قطر ويريد زعزة البلاد ! ثم يوضح بقوله : يا أخي لما يخرج فلان و فلان ممن وقعوا على عرائض تريد تغيير تشكيلة البلد تماما ! تغيير سياسة البلد ! تغيير حكومة البلد ! نظام البلد !
توقفت عند كلماته الأخيرة هذه وأعدت سماعها في اليوتيوب عدة مرات وفي كل مرة أسمعها أقول : أوف يا هي قويه , تُرى هل كانت مترادفات أم هي البلاغة الوعظية ؟ أم تُراها نكهة أخرى مضافة إليها بلُغة أمنية ؟
حاولت أركبها فلم تركب لا بالطول ولا بالعرض !  قلت : حسناً ما هي العريضة التي فيها مطالب سياسية واضحة ؟
فلم أجد سوى بيان دولة الحقوق والمؤسسات , قرأت البيان مرة أخرى ثم قرأت آخر إحصائية – متوفرة لدي – أن عدد الموقعين على البيان تجاوز الثمانية آلاف مؤيد , التساؤل الذي لم يفارقني لماذا اختار الشيخ الرشودي واحدا فقط من بين الثمانية آلاف موقع ليتهمه بزعزعة أمن البلاد ؟ هل هي تصفية حسابات ؟ ولحساب من ؟ ثم جاءت الصدمة وأنا أقرأ في أسماء الموقعين المؤيدين للبيان وإذا بالشيخ وليد الرشودي  من الخمسين الأوائل المؤيدين للبيان !؟ ما الخبر ؟  في الحقيقة هي إستفهامات كثيرة أتركها لك أيها القارئ الكريم .
كلمة أخيرة كتبها الصديق " الفيسبوكي " عبد الله بن عمر – أظنها مناسبة لحالنا - يقول :  حين يتملكك الغرور، وترى نفسك قديساً صغيرا، ستتعامل مع كل رأي مختلف عن رأيك على أنه غواية، ومع كل وجهة نظر مختلفة عنك على أنها زلة، وحين تحاور الناس بأسلوب لين، فأنت تفعل ذلك بقصد "هدايتهم" من الضلال – في نظرك - " الذي هو الرأي الآخر" ، أو تشتمهم وتغلظ عليهم تحت ستار: " واغلظ عليهم
 " ومن أجل هذا.. لن تستطيع أن تفترض سلامة قصد من يخالفك، ولا يمكنك أن تتخيل أنك قد تكون مخطئا,وحين تصل إلى هذا الحد، فإنك جدير بأن أدعو لك.. بالشفاء.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل " إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء
 "

المصدر :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق